كان صباح يوم 10 حزيران 1916م الموافق 9 شعبان 1334هـ يوماً يشهد التاريخ له، مجسدا التصميم العربي على تحقيق الأمل المنشود.

فقبيل فجر هذا اليوم، أطلق الشريف الحسين بن علي الرصاصة الأولى بقيام الثورة العربية الكبرى ضد حكم الاتحاديين، لتحقيق الوحدة والحرية والحياة الفضلى، ثورة التغيير والنهضة ووقف ومحو آثار أربعة قرون من التراجع والانحدار والوهن في روح الأمة، وإيذاناً باستعادة الروح العربية لهويتها وسيادتها.

واستطاعت الثورة تحرير الحجاز وشرق الأردن وفلسطين وسوريا والعراق بقيادة الأمراء "علي، وعبدالله، وفيصل، وزيد" أبناء الشريف الحسين بن علي خلال الفترة 1916 -1918م، وإلى جانبهم أحرار العرب الذين انضموا إلى جيش الثورة.

عمليات الثورة العربية الكبرى

يمكن تقسيم عمليات الثورة العربية الكبرى في الفترة ما بين حزيران 1916م وحتى توقيع الهدنة في 30 تشرين أول 1918م إلى ثلاثة مراحل هي:

المرحلة الأولى: تغطي الفترة ما بين حزيران 1916م وحتى تموز 1917م، ويمكن تسميتها بالحرب في الحجاز.

المرحلة الثانية: تغطي الفترة ما بين تموز 1917م وحتى أيلول 1918م، ويمكن تسميتها بالحرب في شرق الأردن.

المرحلة الثالثة: تغطي الفترة من أيلول إلى تشرين أول 1918م، ويمكن تسميتها باستكمال تحرير شرق الأردن وسوريا.

وسميت جيوش الثورة وفقاً لاتجاه عملياتها العسكرية، وبدأت بتنفيذ عمليات استهدفت:

              أ.- القلاع والحصون التي تتواجد فيها القوات التركية.

              ب- التوجه نحو قلعة أجياد كأكبر معقل للقوات التركية في مكة وتحريرها وتحويلها إلى مدرسة حربية.

              جـ- التركيز على خط سكة الحديد الذي  يمتد لمسافة 1301 كم من دمشق وحتى المدينة المنورة، ويمثل عصب المواصلات في مسرح الحرب في سوريا وشرق الأردن والحجاز، لأسباب أهمها:

1- إن معظم القوات التركية منذ عام 1914م تركزت حول سكة الحديد ومحطاتها لضمان الإمدادات وسهولة الحركة.

2- إن سكة الحديد هي عصب المواصلات الرئيسي في نقل الأسلحة والذخائر والجنود حينها.

3-إن مجتمعات عربية عديدة نمت وتطورت حول سكة الحديد، فنشأت مدن متكاملة مثل: المفرق والجيزة والقطرانه والحسا ومعان والمدورة، بفضل محطات سكة الحديد والخدمات المتبادلة بين السكان والأتراك.