استمر حكم الدولة العثمانية في بلاد العرب أربعمائة سنة. وخلال هذه الفترة الطويلة، لم يتحقق للبلاد وسكانها تقدم يذكر. فقد كانت ممارسة الحكم بالطريقة العسكرية المستبدة، ولم يكن لأهل البلاد رأي يتعلق بأسلوب إدارة بلادهم. وظل الجهل متفشياً والظلم سائداً. وفي خلال هذه القرون ظهرت النهضة العلمية والصناعية والفكرية في أوروبا، ولكن السلاطين العثمانيين أبقوا أقطار دولتهم بعيدة عن مجرى تلك النهضة، إلى أن كان استيلاء نابليون على مصر أوائل القرن التاسع عشر، ثم ما أعقبه من استيلاء محمد علي باشا على مقاليد الحكم فيها وفي بلاد الشام.، الأمر الذي أدى إلى عقد الاتصال بالنهضة الأوروبية عن طريق البعثات والمدارس التي أنشئت في مصر وفي لبنان. فكان ذلك بداية يقظة جديدة عن طريق العمل والتعليم.