في 29 أيلول 1918م، أسس الأمير فيصل قيادته في درعا، وأصدر أمره بالتقدم النهائي إلى دمشق على طريق الحج "الزريب - طفس- الشيخ مسكين"، وفي منتصف ليلة 30 أيلول وصلت قوات الثورة المتقدمة نحو دمشق إلى مشارف المدينة وتمركزت في مناطق الأشرفية، والزرافيه، وكوكب، والمزة، ومرتفعات بردى، بعد أن قطع جيش التحرير العربي مسافة 1000 ميل من مكة إلى دمشق.

وعقب وصول القوات العربية إلى مشارف المدينة، تسربت بعض هذه القوات غير النظامية إلى دمشق، معلنة وصول القوات العربية إليها، ورفعت العلم العربي على مبنى البلدية مساء يوم 30 أيلول 1918م.

وفي صباح 1 تشرين أول 1918م، دخل الشريف ناصر بن علي المدينة مصحوباً بنوري الشعلان، وعودة أبو تايه على رأس القوات العربية، وكانت المدينة تلبس حلة من الزينة والفرح ابتهاجاً بيوم التحرير العظيم وزوال الكابوس التركي الذي دام أربعة قرون.

مطاردة فلول القوات التركية في سوريا ولبنان

لم يكد شهر تشرين أول 1918م ينتهي إلا وقد استكمل تحرير سوريا ولبنان في حركتين متوازيتين، حيث بدأت من دمشق مارة بحمص- حماة – حلب حتى مسلمية ملتقى السكك الحديدية التي تربط بين سوريا والعراق بالأستانة فكانت آخر نقطة لأن تركيا وقعت في اليوم التالي 30 تشرين أول 1918م "هدنة مدروس".

استسلام حامية المدينة المنورة

بعد توقيع الهدنة رفض فخري باشا تسليم المدينة، إلا أن تضييق الحصار عليه من قبل الأمير عبدالله اضطره إلى طلب فتح باب المفاوضة، فالتقى الأميران علي وعبدالله بالضباط الأتراك الذين طلبوا السماح للقوات التركية بالخروج من المدينة إلى ينبع والوجه بإسلحتهم، ولكن طلبهم رفض، وقدمت لهم شروط التسليم التي تنص على استسلام فخري باشا نفسه، واستسلام الحامية وكل وحدة خارج المدينة في موقعها وتسليم الأسلحة بأنواعها.

رفض فخري باشا في البداية شروط التسليم، وتحصن بالحجرة النبوية في المدينة وهدد بنسفها إذا أُجبر على الاستسلام، ولكن الأمير عبدالله نجح في إقناعه على التسليم ونفذت الشروط التي اقترحها العرب، وهكذا بعد 31 شهراً استسلمت حامية المدينة المؤلفة من 491 ضابطا و7545 جندياً.