سبق انعقاد المؤتمر السوري العام خطوات تمهيدية، ابتداءً من ذهاب أعضائه إلى شرق الأردن، بهدف نشر الوعي السياسي والنهوض فيه وكسب التأييد العربي.

وتشكلت لجنة الدفاع الوطني في شرق الأردن برئاسة سعيد خير وعضوية كل من ظاهر الجقة، وسيدو الكردي، وسعيد حلاوة، وبدأ التنسيق بين لجنة الدفاع الوطني وأعضاء المؤتمر السوري العام في سوريا، ثم انتخبت في شرق الأردن لجنة أكبر، ضمت شخصيات جديدة من مناطق أوسع، وانتخب مثقال الفايز رئيساً لها.

ثم زار وفد أردني دمشق للاجتماع مع أعضاء المؤتمر السوري العام، وضم الوفد الأردني من علي الكايد من سوف، وأحمد العبدالله من السلط، ومحمد أمين شريم من السلط، وسالم أبو الغنم من مادبا، وكريم النهار البخيت من البلقاء، ونتج عن تلك اللقاءات الاتفاق على تشكيل قوة لمهاجمة الجيوش البريطانية والفرنسية واليهود.

وانطلقت العديد من المظاهرات في شرق الأردن مثل: مظاهرة عجلون في 2 تشرين ثاني 1919م، ومظاهرة الكرك في 7 تشرين ثاني 1919م، ومظاهرة الطفيلة في 19 تشرين ثاني 1919م، تبعها تجمع ضم قبائل عجلون، والرمثا، وبني عبيد، والكفارات في قرية قُم، ثم أغاروا على اليهود في بيسان بقيادة ناجي العزام، وأديب وهبه، ومحمد العجلوني، ومحمد أبو راس، وأحمد التل، وعبدالله التل، ولكنهم انهزموا بعد تدخل سلاح الجو البريطاني وقصفه لهم، وسط العديد من الشهداء من بينهم زعيم منطقة الكفارات كايد مفلح العبيدات.

 وفي 8 آذار 1920م، عقد المؤتمر السوري العام بدمشق برئاسة هاشم الأتاسي وبحضور الأمير فيصل وأعضاء الحكومة، واستمر لمدة يومين بمشاركة 120 عضوا من أعضاء المجلس الوطني السوري.

ومثل شرق الأردن في المؤتمر كل من: سعيد الصليبي، وسعيد أبو جابر، مندوبين عن السلط، وناصر الفواز البريكات الزعبي مندوباً عن حوران، وسليمان السودي الروسان مندوبا عن سما الروسان، وعبدالرحمن إرشيدات مندوبا عن عجلون، وعيسى مدانات وعطوي المجالي مندوبين عن الكرك، وعبدالمهدي محمد المرافي وحسن العطيوي مندوبين عن الطفيلة، وناجي أديب وخليل التلهوني مندوبين عن معان، وتم الإجماع فيه على تأييد موقف اللجنة الوطنية برئاسة الشيخ كامل القصاب الذي نادى بالجهاد.

وخرج المؤتمر السوري العام في دمشق بالقرارات التالية:

1-  استقلال البلاد السورية بحدودها الطبيعية استقلالاً تاماً.

2- اختيار سمو الأمير فيصل بن الحسين ملكاً دستورياً على البلاد بالإجماع ويلقب صاحب الجلالة.

3- النظام السياسي للدولة مدني نيابي ملكي.

4- تعيين حكومة ملكية مدنية، وتم تعيين على رضا الركابي القائد العام للحكومة، ويوسف العظمة وزيراً للدفاع السوري، وتحويل اللغة الرسمية من التركية إلى العربية في جميع المؤسسات الحكومية والدوائر الرسمية المدنية والعسكرية والمدارس، وإلغاء التعامل بالعملة التركية واستبدالها بالجنيه المصري، ثم أصبح التعامل بالدينار السوري.

5-  رفض وعد بلفور الصهيوني في جعل فلسطين وطنا قوميا لليهود أو وطن هجرة لهم.

6-  رفض الوصاية البريطانية والفرنسية على العرب.

وأيد الشريف الحسين بن علي القرارات التي خرج بها المؤتمر، وجرت مراسم الاحتفال بتتويج الأمير فيصل ملكاً على سوريا، حضرها شخصيات مختلفة من البلاد العربية.

ومن الشخصيات الأردنية التي حضرت: كليب الشريدة، وسعد العلي البطاينة، وسليمان السودي الروسان، وناجي العزام، ومحمود العتيس، وكايد المفلح العبيدات، وسالم الهنداوي.

إن الإرادة التي لا تلين، والتصميم والشجاعة والحكمة التي أظهرت الشريف الحسين منذ توليه منصبه في مكة وحتى انتهاء الحرب كانت سبباً في قيام الثورة واستمرارها بنجاح إلى أن انتهت العمليات العسكرية باستسلام الأتراك.

لقد أثبت الشريف الحسين بسلوكه الشخصي أنه لا بد لإمتلاك عقول الرجال وقلوبهم من أن يتحلى الزعيم المنقذ والقائد لأية ثورة وطنية بصفات الشجاعة الأدبية والإرادة الحديدية ونكران الذات.