ارتبط تحديد ساعة الصفر لإعلان الثورة العربية ضد الأتراك بعاملين:

الأول: وصول قوة تركية مختارة تعدادها 3500 جندي بقيادة خيري بك متجهة إلى اليمن، كما جاء في برقية جمال باشا للشريف الحسين في 2 نيسان 1916م، ولكن الشريف الحسين كان يعتقد أن هذه القوة موجهة إلى مكة وليس إلى اليمن، لأن إرسال هذه القوة إلى الجزيرة العربية في نفس الوقت الذي يلح فيه جمال باشا على الشريف الحسين لإرسال المجاهدين إلى الشام، يعني أن الأتراك يريدون إخلاء الحجاز من أية قوات عربية وإحلال قوات تركية محلها تحت ستار إرسالها إلى اليمن تماما كما حدث في سوريا أرسلت القوات العربية إلى غاليبولي وحلت محلها قوات تركية.

الثاني: تمثل في إعدام جمال باشا للقافلة الثانية من أحرار العرب يوم 6 أيار 1916م، رغم توسط الأمير فيصل لدى جمال باشا، مقرونة بوساطة الشريف الحسين نفسه، فقد أقدمت السلطات التركية على إعدام مجموعتين من الأحرار العرب في كل من ساحة المرجة في دمشق وساحة الشهداء في بيروت، فكانت هذه حادثة هزت مشاعر العرب، واستقبل الأمير فيصل خبر الإعدامات في دمشق، فصاح صيحته المشهورة "طاب الموت يا عرب"، وأرسل رسالة قصيرة قال فيها "أرسلوا الفرس الشقراء"، وهذا كان مصطلحاً سرياً يعني بدء إعلان الثورة العربية الكبرى وإطلاق الرصاصة الأولى، فكانت الإنطلاقة للثورة العربية الكبرى.